قصة الشابة إيمان.. من براثن الاغتصاب إلى جحيم الانتقام

في مدينة تازة الصغيرة، حيث الهدوء يعانق شوارعها الضيقة وأزقتها المظلمة، عاشَت إيمان حياة لا تشبه حياة أي امرأة في عمرها… كانت إيمان تلك الفتاة التي تبتسم للحياة، والتي رغم صغر سنها، كانت تحمل في قلبها طموحات كبيرة وآمالاً لا حدود لها. لكنها لم تكن تعرف أن الحياة تخبئ لها معركة ستغير كل شيء.
بدأت مأساتها في لحظة لم تكن تتخيلها، اغتـ ـصاب أودى بحلمها الطفولي، ليجعلها ضحـ ية لما هو أكبر من الألم الجسدي. حمل غير مرغوب فيه، وأمامها خيار واحد، أن تقاوم أم أن تُجبر على اتخاذ قرارات قاسية تحتم عليها الزواج من مغـ ـتصبها، بعد أن صار المجتمع يرى الزواج حلا، لدرء الفضيحة، وهكذا وجدت نفسها مرتبطة برجل لا يحمل لها سوى الألم والذكريات الأليمة..
ولكن ما حدث بعد الزواج كان أبشع مما توقعت… أنا زواجها من مغتـ ـتصبها كان الواقع أكثر قسوة، حيث كانت تتعرض للإهانة والضرب والمعاملة القاسية بل والوحـ شية جعلت من أيامها مجرد كابوس طويل. لم يكن أمام هذه الشابة، سوى طلب الطلاق بعد أن صبرت كثيرا على عنـ ف لا يحتمل… لكن مع الطلاق، لم تنته المعاناة، بل بدأت مرحلة جديدة من الجحيم.
مرت ستة أشهر على الطلاق، ولكن طليقها لم يتركها في حال سبيلها… ففي لحظة وحـ شية وفي الشارع أمام المارة، عاد ليحول حياتها إلى جحيم مادي ونفسي آخر… لم يكتفِ بكلمات الإهانة التي كان يرددها دائما، بل حمل سكـ ينا حادا ووجهه نحو وجهها وجسدها، محدثا جرو. حا غائرة لم تقتصر على جسدها فحسب، بل كانت جرو. حا نفسية أعمق وأشد.
إيمان، التي كانت لا تزال شابة في ريعان العمر، وجدت نفسها ممددة على سرير المستشفى، وجهها مشوه، يدها مثقوبة، وقلبها مليء بالجروح. كانت الجراح على وجهها ويدها مجرد جزء من معركة طويلة خاضتها ضد ظلم المجتمع وضد قوانين تدير ظهرها للضحايا.
Comments 0